{خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4)}قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ} لما ذكر الدليل على توحيده ذكر بعده الإنسان ومناكدته وتعدى طوره. {والْإِنْسانَ} اسم للجنس.وروى أن المراد به أبى بن خلف الجمحي، جاء إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعظم رميم فقال: أترى يحيى الله هذا بعد ما قد رم. وفى هذا أيضا نزل: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} أي خلق الإنسان من ماء يخرج من بين الصلب والترائب، فنقله أطوارا إلى أن ولد ونشأ بحيث يخاصم في الأمور. فمعنى الكلام التعجب من الإنسان {وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ}وقوله: {فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ} أي مخاصم، كالنسيب بمعنى المناسب. أي يخاصم الله عز وجل في قدرته. و{مُبِينٌ} أي ظاهر الخصومة.وقيل: يبين عن نفسه الخصومة بالباطل. والمبين: هو المفصح عما في ضميره بمنطقه.